كل حضارة لديها تقاليدها الخاصة بها عندما يولد طفل.
بينما نحتفل نحن بولادة فتاة عن طريق إهداء الثياب الوردية اللون والدمى ، يحتفل الناس في قرية Piplantri، راجاستان في الهند عن طريق زراعة 111 شجرة.
هذا ما يحدث حقاً ! في كل مرة تولد فتاة في Piplantri، يزرعون 111 شجرة احتفالاً بها!.
في أغلب القرى الهندية، ولادة بنت يعتبر تاريخياً عبئاً ثقيلاً على العائلة.
تسري في هذه القرى تقاليد دفع الدوطة مما يفرض على العائلات التي تضم بنات تكاليف باهظة عند زواجهن.
وتعتبر الفتيات في هذه المجتمعات أقل مستوى من الرجال وكثيراً ما يتزوجن قبل عمر 18 سنة؛ ونادرات هن اللواتي يتلقين تعليماً مناسباً.
العنف الموجه ضد النساء والناشئ عن هذه المواقف هو حديث الساعة في الهند.
تم منع الفيلم الوثائقي “India’s Daughters” في الهند أخيراً لأنه يعرض بشكل مفصل حوادث الاغتصاب وإساءة المعاملة في البلاد.
في جوار هذا، يبدو تقليد زرع الأشجار للاحتفال بولادة طفلة في قرية Piplantri رفضاً كاملاً لهذه القيود التاريخية، وتشجيعاً للأمل بأن تتغير هذه المواقف تجاه النساء.
تأسس هذا التقليد المدهش على يد زعيم قديم للقرية اسمه Shyam Sundar Paliwal لتخليد ذكرى ابنته التي ماتت شابة.
ومع أنه لم يعد زعيم القرية، فالتقليد ما زال متواصلاً ولم يتوقف.
عندما تولد فتاة، يساهم أفراد القرية في تأسيس " صندوق " للفتاة.
يساهم الأهل بثلث مبلغ 31000 روبية، ما يعادل حوالى 500 دولار، ويوضع المبلغ جانباً لمدة 20 سنة كمنحة للفتاة.
هذا يضمن أن لا تعتبر عبئاً ثقيلاً على العائلة.
في مقابل هذه المنحة، يوقع الأهل تعهداً ينص على أن لا تتزوج الفتاة قبل سن الثامنة عشر وأن تتلقى تعليماً لائقاً.
التعهد ينص أيضاً على أنه يجب على الأهل الاعتناء ب 111 شجرة.
أصبحت الأشجار في هذه القرية رمزاً للأطفال الأناث ويبذل القرويون جهداً كبيراً لحماية هذه الأشجار من الديدان والحشرات، لهذا يزرعون بقربها نبتة الألوه فيرا، لحماية الفتيات من صعوبات الحياة.
في السنوات الست الأخيرة، زُرع ربع مليون شجرة في Piplantri.
يعتبر القرويون أن هذا التقليد أدى إلى تدني معدل الجرائم في مجتمعهم.
بدون أن نتكلم طبعاً عن حبهم المتجدد للبنات الصغيرات.